كيف مات حبيب هند!؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف مات حبيب هند!؟
كان
في المدينة جارية تدعى هنداً من أحسن الناس وجهاً وأكملهم عقلاً وأعذبهم
صوتاً. وقد روت الأشعار وأحسنت الغناء حتى سمع بها يزيد بن عبدالملك
فأدخلها تحت ملكه. وسرعان ما أخذت بمجامع قلبه فقال لها ذات يوم (من فرط
حبه لها): هل لك أحد من قرابتك تريدين أن أسدي إليه معروفاً إكراماً لك.
فقالت: أما قرابة فلا، ولكن لي في المدينة ثلاثة أصدقاء أحب أن ينالهم شيء
من الخير الذي صرت فيه. فكتب يزيد إلى نائبه في المدينة أن أبعثهم إلي
وادفع لكل واحد منهم عشرة آلاف درهم. وحين وصلوا إلى بابه أدخلهم إليه
وبالغ في إكرامهم وسألهم عن حوائجهم.. فأما اثنان فذكرا حوائجهما فقضاها
لهما. أما الثالث فكان متيماً بالجارية فقال: مالي حاجة يا أمير المؤمنين.
فقال يزيد: ويحك ألست أقدر على حاجتك!؟ قال وهو ينظر للجارية: بلي، ولكنني
ما أظنك تقضيها. فقال: اسألني يا فتى. قال: ولي الأمان يا أمير المؤمنين.
قال يزيد: نعم قال حاجتي أن تأمر هنداً أن تغني ثلاث مرات أشرب في كل مرة
كأساً. فتغير وجه يزيد فقام ودخل على الجارية يسألها، فقالت: يا مولاي
إكراماً لي نفذ ما طلب. فخرجا على الفتى سوياً وقال له: ماذا تريدها أن
تغني؟ قال الفتى: هذا الشعر (وذكر قصيدة جاء في مطلعها):
لا أستطيع سُلوّاً عن مودتها
وليصنع الحب بي فوق الذي صنعا
فغنت هند وهو يشرب حتى انتهت فقال يزيد: ثم ماذا يا فتى؟ قال: أن تغني هذه القصيدة
تخيرت من طيبة عود أراك
لهند ولكن من يبلغه هندا
فغنت الجارية وهو يشرب حتى انتهت قال يزيد: وماذا بعد يا فتى. قال: أن تغني هذه القصيدة:
مني الوصال ومنكمُ الهجر
حتى يفرق بيننا الدهر
فغنت
هند حتى إذا وصلت إلى قوله «يفرق بيننا الدهر» سقط مغشياً عليه. وحين قامت
لتسعفه وجدته قد مات فأخفت دموعها خوفاً من يزيد فقال لها: بكيه يا جارية
فوالله لو عاش لعاد بك إلى المدينة!!!
في المدينة جارية تدعى هنداً من أحسن الناس وجهاً وأكملهم عقلاً وأعذبهم
صوتاً. وقد روت الأشعار وأحسنت الغناء حتى سمع بها يزيد بن عبدالملك
فأدخلها تحت ملكه. وسرعان ما أخذت بمجامع قلبه فقال لها ذات يوم (من فرط
حبه لها): هل لك أحد من قرابتك تريدين أن أسدي إليه معروفاً إكراماً لك.
فقالت: أما قرابة فلا، ولكن لي في المدينة ثلاثة أصدقاء أحب أن ينالهم شيء
من الخير الذي صرت فيه. فكتب يزيد إلى نائبه في المدينة أن أبعثهم إلي
وادفع لكل واحد منهم عشرة آلاف درهم. وحين وصلوا إلى بابه أدخلهم إليه
وبالغ في إكرامهم وسألهم عن حوائجهم.. فأما اثنان فذكرا حوائجهما فقضاها
لهما. أما الثالث فكان متيماً بالجارية فقال: مالي حاجة يا أمير المؤمنين.
فقال يزيد: ويحك ألست أقدر على حاجتك!؟ قال وهو ينظر للجارية: بلي، ولكنني
ما أظنك تقضيها. فقال: اسألني يا فتى. قال: ولي الأمان يا أمير المؤمنين.
قال يزيد: نعم قال حاجتي أن تأمر هنداً أن تغني ثلاث مرات أشرب في كل مرة
كأساً. فتغير وجه يزيد فقام ودخل على الجارية يسألها، فقالت: يا مولاي
إكراماً لي نفذ ما طلب. فخرجا على الفتى سوياً وقال له: ماذا تريدها أن
تغني؟ قال الفتى: هذا الشعر (وذكر قصيدة جاء في مطلعها):
لا أستطيع سُلوّاً عن مودتها
وليصنع الحب بي فوق الذي صنعا
فغنت هند وهو يشرب حتى انتهت فقال يزيد: ثم ماذا يا فتى؟ قال: أن تغني هذه القصيدة
تخيرت من طيبة عود أراك
لهند ولكن من يبلغه هندا
فغنت الجارية وهو يشرب حتى انتهت قال يزيد: وماذا بعد يا فتى. قال: أن تغني هذه القصيدة:
مني الوصال ومنكمُ الهجر
حتى يفرق بيننا الدهر
فغنت
هند حتى إذا وصلت إلى قوله «يفرق بيننا الدهر» سقط مغشياً عليه. وحين قامت
لتسعفه وجدته قد مات فأخفت دموعها خوفاً من يزيد فقال لها: بكيه يا جارية
فوالله لو عاش لعاد بك إلى المدينة!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى