سورة الفلق بالتفسير
سورة الفلق بالتفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الفلق
أشهد أن لا إله إلا الله، أمان الخائفين، وجار المستجيرين، ومعيذ المستعيذين، وملجأ الملتجئين.
وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله، كان يتعوذ بالله من كل سوء وشر، تعوذ بالله من
القلة والفقر، ومن الذلة والخيانة، وتعوذ بالله من الأسقام والفتن، والعجز
والكسل، تعوذ بالله من شماتة الأعداء وجار السوء. تعوذ بالله من تخبط
الشيطان ومن الضلال، ومن شر السمع والبصر، ومن العين اللامة. وعلم أصحابه
والمؤمنين أن يلتجئوا إلى الله ويستعيذوا به.
لما خلق الله الخلق،
وضع لكل شيء فيه قانوناً، وجعل فيه طبيعة يسير عليه، وهذه القوانين تخضع
لمن خلقت من أجله، وهذا من كمال قدرة الله عز وجل، وجعل الإنسان سيد الكون
وسخر له كل شيء «وآتاكم من كل ماسألتموه وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها»
[النحل 18] .
ولكن الله عز وجل أبقى بعض الأمور ليتنبه الإنسان
لخالقه، ويتعظ ويعتبر، ولا يظن نفسه أنه يملك كل شيء، بل وضع الله عز وجل
في طريقه أمراً تخيفه، وأشياء ترعبه ليتذكروا المولى، ويستجير به ويستعين
به ويستعيذ، فالإنسان تصيبه أحداث مرة من الخارج، ومرة من الداخل.
ففي سورة الفلق نتجه إلى الله ونستعين به في الأمور التي لا إرادة لنا فيها.
وفي سورة الناس نتجه إلى الله ونستعين به في الأمور الداخلية التي تنبع من أنفسنا، ولكننا نخاف أن نضعف أمامها.
»قل أعوذ برب الفلق« …. إن كل الشرور التي نستعيذ بالله منها في هذه السورة تأتي من خارج أنفسنا.
»قل
أعوذ برب الفلق «الاستعاذة هنا: الالتجاء إلى الله سبحانه من كل شيء يفزع
الإنسان ويهدد أمنه وأمانه، ولايستطيع أن يواجهه بقدراته، ومن هنا فهو
يلجأ إلى الله، لأنه القادر على دفع السوء بقدرة وتفوق قدرة الشر جميعاً.
»من شر ماخلق «ليتنبه الإنسان إلى أن المسخرات له، ليست بقدرته ولابحيلته، وإنما بقدرة الله لو لم يذللها ماذللت لك يا أيها الإنسان.
تضمنت السورة الاستعاذة من شر المخلوقات، وبخاصة ظلمة الليل، والسواحر والنمامين والحسدة.
فبعد
أن عمم الاستعاذة من جميع المخلوقات، خصص بالذكر ثلاث أصناف، تنبيهاً على
أنها أعظم الشرور وأهم شيء يستعاذ منه «ومن شر غاسق إذا وقب» أعوذ بالله
من شر الليل إذا أقبل، لأنه في الليل مخاوف ومخاطر، من سباع البهائم وهوام
الأرض وأهل الشر والفسق والفساد.
»ومن شر النفاثات في العقد« من شر النفوس الخبيثة، ومن شر السواحر، أو النمامين.
»ومن شر حاسد إذا حسد« من شر كل حاسد إذا حسد، وهو الذي يتمنى زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود.
أما الغبطة أو المنافسة فهي مباحة، لأنها تمني مثل النعمة مع عدم زوالها عن صاحبها.
قال
صلى الله عليه وسلم: { لاحسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو
يتلوه آناء الليل وأطراف النهار فسمعه جار له فقال: ليت لي مثل ماأوتي
فلان. ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه في سبيل الله، فقال رجل: ليت لي مثل
ماأوتي فلان فأعمل مثل ما يعمل } .
إن الحسد أول ذنب عصي الله فيه في السماء، وهو حسد إبليس لآدم، والحسد هو أول ذنب عصي الله به في الأرض، وهو حسد قابيل لهابيل.
والسورة تدل على تعليم الناس كيفية الاستعاذة من كل شر في الدنيا والآخرة.
وقد ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: { كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من
كل شيطان وهامة، من كل عين لامة، ويقول: إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما
إسماعيل وإسحاق. {
وروى مسلم في صحيحه وأحمد والترمذي والنسائي
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } :
ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط» قل أعوذ برب الفلق« و» قل
أعوذ برب الناس« } .
وروى أحمد والترمذي والنسائي عن عقبة بن عامر
رضي الله عنه قال: { أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ
بالمعوذات في دبر كل صلاة } .
روى أحمد وأبو داود والنسائي عن عقبة
بن عامر رضي الله عنه أيضاً قال: { بينا أنا أقود برسول الله صلى الله
عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي: يا عقبة ألا تركب، قال: فأشفقت
أن تكون معصية قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب هنية ثم ركب
ثم قال: ياعُقب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ قلت: بلى
يارسول الله فأقرأني» قل أعوذ برب الفلق« ،» قل أعوذ برب الناس« ثم أقيمت
الصلاة فتقدم رسول الله فقرأ بهما ثم مر بي فقال: كيف رأيت ياعقب، إقرأ
بهما كلما نمت وكلما قمت } .
وروى البخاري وأهل السنن في الاستشفاء
بهذه السور الثلاث عن عائشة رضي الله عنها { أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، وقرأ فيهما » :قل
هو الله أحد« و » قل أعوذ برب الفلق« و» قل أعوذ برب الناس« ثم يمسح بهما
مااستطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك
ثلاث مرات } .
وأخرج مالك في الموطأ عن عائشة رضي الله عنها: { أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين
وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيدي عليه، رجاء بركتهما. {
أجاز
العلماء الاستعانة بالأدعية والرُقية، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه
وسلم اشتكى فرقاه جبريل وقال: { بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، والله
يشفيك . { وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم { إذا دخل أحدنا على مريض
فليدع له: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات . {
وعن
علي كرم الله وجهه قال: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على
مريض قال: أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي لاشافي إلا أنت } .
بقلم: د. علاء الدين زعتري
تفسير سورة الفلق
أشهد أن لا إله إلا الله، أمان الخائفين، وجار المستجيرين، ومعيذ المستعيذين، وملجأ الملتجئين.
وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله، كان يتعوذ بالله من كل سوء وشر، تعوذ بالله من
القلة والفقر، ومن الذلة والخيانة، وتعوذ بالله من الأسقام والفتن، والعجز
والكسل، تعوذ بالله من شماتة الأعداء وجار السوء. تعوذ بالله من تخبط
الشيطان ومن الضلال، ومن شر السمع والبصر، ومن العين اللامة. وعلم أصحابه
والمؤمنين أن يلتجئوا إلى الله ويستعيذوا به.
لما خلق الله الخلق،
وضع لكل شيء فيه قانوناً، وجعل فيه طبيعة يسير عليه، وهذه القوانين تخضع
لمن خلقت من أجله، وهذا من كمال قدرة الله عز وجل، وجعل الإنسان سيد الكون
وسخر له كل شيء «وآتاكم من كل ماسألتموه وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها»
[النحل 18] .
ولكن الله عز وجل أبقى بعض الأمور ليتنبه الإنسان
لخالقه، ويتعظ ويعتبر، ولا يظن نفسه أنه يملك كل شيء، بل وضع الله عز وجل
في طريقه أمراً تخيفه، وأشياء ترعبه ليتذكروا المولى، ويستجير به ويستعين
به ويستعيذ، فالإنسان تصيبه أحداث مرة من الخارج، ومرة من الداخل.
ففي سورة الفلق نتجه إلى الله ونستعين به في الأمور التي لا إرادة لنا فيها.
وفي سورة الناس نتجه إلى الله ونستعين به في الأمور الداخلية التي تنبع من أنفسنا، ولكننا نخاف أن نضعف أمامها.
»قل أعوذ برب الفلق« …. إن كل الشرور التي نستعيذ بالله منها في هذه السورة تأتي من خارج أنفسنا.
»قل
أعوذ برب الفلق «الاستعاذة هنا: الالتجاء إلى الله سبحانه من كل شيء يفزع
الإنسان ويهدد أمنه وأمانه، ولايستطيع أن يواجهه بقدراته، ومن هنا فهو
يلجأ إلى الله، لأنه القادر على دفع السوء بقدرة وتفوق قدرة الشر جميعاً.
»من شر ماخلق «ليتنبه الإنسان إلى أن المسخرات له، ليست بقدرته ولابحيلته، وإنما بقدرة الله لو لم يذللها ماذللت لك يا أيها الإنسان.
تضمنت السورة الاستعاذة من شر المخلوقات، وبخاصة ظلمة الليل، والسواحر والنمامين والحسدة.
فبعد
أن عمم الاستعاذة من جميع المخلوقات، خصص بالذكر ثلاث أصناف، تنبيهاً على
أنها أعظم الشرور وأهم شيء يستعاذ منه «ومن شر غاسق إذا وقب» أعوذ بالله
من شر الليل إذا أقبل، لأنه في الليل مخاوف ومخاطر، من سباع البهائم وهوام
الأرض وأهل الشر والفسق والفساد.
»ومن شر النفاثات في العقد« من شر النفوس الخبيثة، ومن شر السواحر، أو النمامين.
»ومن شر حاسد إذا حسد« من شر كل حاسد إذا حسد، وهو الذي يتمنى زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود.
أما الغبطة أو المنافسة فهي مباحة، لأنها تمني مثل النعمة مع عدم زوالها عن صاحبها.
قال
صلى الله عليه وسلم: { لاحسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو
يتلوه آناء الليل وأطراف النهار فسمعه جار له فقال: ليت لي مثل ماأوتي
فلان. ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه في سبيل الله، فقال رجل: ليت لي مثل
ماأوتي فلان فأعمل مثل ما يعمل } .
إن الحسد أول ذنب عصي الله فيه في السماء، وهو حسد إبليس لآدم، والحسد هو أول ذنب عصي الله به في الأرض، وهو حسد قابيل لهابيل.
والسورة تدل على تعليم الناس كيفية الاستعاذة من كل شر في الدنيا والآخرة.
وقد ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: { كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من
كل شيطان وهامة، من كل عين لامة، ويقول: إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما
إسماعيل وإسحاق. {
وروى مسلم في صحيحه وأحمد والترمذي والنسائي
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } :
ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط» قل أعوذ برب الفلق« و» قل
أعوذ برب الناس« } .
وروى أحمد والترمذي والنسائي عن عقبة بن عامر
رضي الله عنه قال: { أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ
بالمعوذات في دبر كل صلاة } .
روى أحمد وأبو داود والنسائي عن عقبة
بن عامر رضي الله عنه أيضاً قال: { بينا أنا أقود برسول الله صلى الله
عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي: يا عقبة ألا تركب، قال: فأشفقت
أن تكون معصية قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب هنية ثم ركب
ثم قال: ياعُقب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ قلت: بلى
يارسول الله فأقرأني» قل أعوذ برب الفلق« ،» قل أعوذ برب الناس« ثم أقيمت
الصلاة فتقدم رسول الله فقرأ بهما ثم مر بي فقال: كيف رأيت ياعقب، إقرأ
بهما كلما نمت وكلما قمت } .
وروى البخاري وأهل السنن في الاستشفاء
بهذه السور الثلاث عن عائشة رضي الله عنها { أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، وقرأ فيهما » :قل
هو الله أحد« و » قل أعوذ برب الفلق« و» قل أعوذ برب الناس« ثم يمسح بهما
مااستطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك
ثلاث مرات } .
وأخرج مالك في الموطأ عن عائشة رضي الله عنها: { أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين
وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيدي عليه، رجاء بركتهما. {
أجاز
العلماء الاستعانة بالأدعية والرُقية، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه
وسلم اشتكى فرقاه جبريل وقال: { بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، والله
يشفيك . { وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم { إذا دخل أحدنا على مريض
فليدع له: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات . {
وعن
علي كرم الله وجهه قال: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على
مريض قال: أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي لاشافي إلا أنت } .
بقلم: د. علاء الدين زعتري
مواضيع مماثلة
» سورة الناس بالتفسير
» تفسير سورة الكوثر
» تفسير سورة الاخلاص واسباب نزول
» تعالوا يامسلمين شوفوا سورة الفاتحة بالتفسيييييييييييييييييير
» تفسير سورة الكوثر
» تفسير سورة الاخلاص واسباب نزول
» تعالوا يامسلمين شوفوا سورة الفاتحة بالتفسيييييييييييييييييير
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى